الاثنين، 22 ديسمبر 2014

ثورة في علاج أورام الرأس والرقبة والفكين

ثورة في علاج أورام الرأس والرقبة والفكين


تشمل الأورام الممتدة إلى قاع الجمجمة أورام الجلد المتقدمة، وأورام الجيوب الأنفية، وأورام فروة الرأس، وأورام مقلة العين، وأورام الأذن الداخلية والخارجية. ولأورام الجلد علاقة مباشرة بالتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، أما أورام الأذن فهي من الأورام النادرة وتوجد في المرضى الذين يعانون من التهابات في الأذن، وكثير من هؤلاء يتم علاجهم على هذا الأساس، وأثناء فترة العلاج قد تظهر لحمية ويؤخذ منها عينة لتحليلها فيتضح أنه ورم.

ليس لأورام الجيوب الأنفية وأورام تجويف الأنف أسباب واضحة، لكن لها علاقة بالتدخين، ونفس الأمر بالنسبة لأورام فروة الرأس لا يوجد لها سبب واضح، وإن كان التعرض لأشعة الشمس من أسبابها.

يقول أحد الدكاترة: إن تلك الأورام قد يعالجها أطباء غير متخصصين، لذلك لا يهتمون بإرسال عينة للتحليل، لأنهم يتعاملون معها على أساس أنها أكياس دهنية، في حين أن هذه الأورام تبدأ صغيرة ويمكن استئصالها بطريقة بسيطة.

ومشكلة أورام الرأس أنها توجد بجوار الجمجمة والمخ، وأورام الأذن تعتبر داخل الجمجمة ومن السهولة أن تمتد إلى عظام الجمجمة، ومثلها أورام الجيوب الأنفية، وخطورتها أنها يمكن أن تمتد إلى الأغشية العظمية للمخ، واستئصالها يشكل صعوبة بالغة حتى في الولايات المتحدة، ويتم إجراؤها هناك في مراكز معينة ومتخصصة.

ولكن دخول الجراحة الميكروسكوبية في تلك الجراحات والطفرة التي حدثت في عمليات التصليح والأنسجة الحرة والخبرة في جراحات الجمجمة مكنت من استئصال تلك الأورام التي كانت تعتبر منذ 20 عاما من الحالات المتقدمة ولا يمكن علاجها لخطورة موقع الورم.

وفي وجود الجراحات الميكروسكوبية يتم استئصال تلك الأورام بدرجة عالية، ومادامت لم تخترق أغشية المخ فنسبة الشفاء منها عالية، أما إذا اخترقت تلك الأغشية فإن نسبة الشفاء منها تقل.

وفي هذه الجراحات يتم استئصال جلد وعظام الجمجمة، وفي بعض الحالات يتم استئصال غشاء الأم الجافية وترقيعه، وبعد الاستئصال الكامل للورم يتم إرسال عينة خلال وقت الجراحة للتأكد من الوصول إلى منطقة سليمة.

وبعد استئصال الورم تأتي مرحلة التصليح للفجوة الموجودة في المخ حتى لا يصاب المريض بالالتهاب السحائي، وللجراحة الميكروسكوبية دور أيضا في عملية التصليح، حيث يمكن زرع شريحة جلدية عضلية تؤخذ إما من الفخذ أو الظهر أو البطن، ويتم توصيل الشريان الموجود بها بشرايين الرقبة، والوريد الموجود بها بوريد الرقبة، وذلك تحت الميكروسكوب، ويتم استخدام تلك العضلة لتغطية أغشية المخ للاطمئنان على سلامته ولمنع حدوث التهاب به.

كما يتم تصليح التشوه الموجود بالوجه بعد استئصال الأورام لتعويض الجلد المفقود، تتبعها عمليات خاصة بالتركيبات الصناعية، فالعين المفقودة بسبب استئصال الورم يتم تركيب عين صناعية مكانها، ونفس الأمر بالنسبة للأورام، وفي جراحات أورام الجيوب الأنفية يتم بالتعاون مع أطباء الأسنان عمل تركيبات صناعية لتعويض الفك العلوي.

معظم هذه الحالات تحتاج إلى جلسات علاج إشعاعي وقائي لتطهير مكان الورم المستأصل، والهدف من كل هذه الخطوات علاج المريض ومحاولة دمجه في المجتمع دون وجود تشوه واضح في الوجه. 

اتاحت الجراحة الميكروسكوبية استئصال تلك الأورام بشكل كبير وإجراء عمليات التصليح ووضع الرقع التعويضية التي ساعدت على تحمل العلاج الإشعاعي بجرعات عالية، الأمر الذي قلل من فرص ارتجاع الورم.

ورغم ان أورام الرقبة والرأس توجد في أماكن صعبة وتسبب بعض التشوه، إلا أن ميزتها أن نسبة الشفاء فيها عالية.

والاكتشاف المبكر لهذه الأورام مهم جدا لأنه سيتيح العلاج المبكر ونسب الشفاء هنا عالية جدا وتصل إلى الشفاء الكامل، وينصح لمن يعملون تحت أشعة الشمس - خاصة أصحاب البشرة البيضاء ارتداء واق من الشمس، ومن يعانون من متاعب في الأذن عليهم متابعة الطبيب المختص، والذين يدخنون منذ 20 عاما عليهم الخضوع للكشف الدوري للاطمئنان على عدم وجود أورام بتجويف الأنف أو بالجيوب الأنفية، فمن المعروف أن أورام الرأس والرقبة ليست لها دلالات أورام والكشف عند الطبيب هو الذي يوضحها.

وبالنسبة لأورام الفك هناك الأورام المبدئية التي تصيب عظام الفك نفسها، ونوع آخر يصيب المرحلة العمرية (18 - 19 عاما) وتأكل عظام الفك، كما توجد أورام ثانوية في تجويف الفم وتمتد إلى الفك.

ومن الأورام الأولية ما يصيب البعض في السن الصغيرة ونسبة الشفاء منها 100%، إذا تم استئصال الجزء المصاب بالورم، لأن معظمها أورام قارضة وليست خبيثة ولا تنتشر خارج الفك، في السابق كان يتم حفر مكان الأورام أو علاجها بالتبريد لكنها تعود مرة أخرى، وأحيانا كان يتم استئصالها لكن تبقى مشكلة تعويض الفك المستأصل، وحتى إذا تم تعويضه فقد كانوا يستخدمون رقعة عظمية ميتة، وكانت لها عيوبها حيث تصاب بالتقيح ويرفضها الجسم، الآن أحدثت الجراحة الميكروسكوبية ثورة في عملية تصليح الفك، حيث يمكن اخذ عظمة من الساق أو الحوض ومعها الشرايين المغذية لها، حيث يتم فصلها من الساق وإعادة تشكيلها على هيئة فك ثم تثبيتها وتعويض الجزء المفقود من الفك، ثم توصل الشرايين بشرايين الرقبة والوريد الموجود بهذه العظمة بوريد الرقبة بواسطة الميكروسكوب، ويحدث لها التئام سريع، كما أنها تقاوم الالتهابات والبكتيريا التي توجد بمنطقة تجويف الظهر التي تكون عادة ملوثة، ووضع أي جزء غير حيوي يحدث له تلوث وتسوس، والجميل هنا هو أن الفك ينمو بصورة طبيعية، كما يتم زرع أسنان معدنية وتركيب طقم أسنان عليها، بعدها يستطيع المريض أن يأكل بشكل طبيعي. 

وبالنسبة لأورام تجويف الفم وأورام اللثة الممتدة إلى الفك فمعظمها يحتاج إلى الاستئصال الجذري بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية بالرقبة، وهذا لا يتم إلا بعد استئصال جزء من الفك، وهنا يأتي دور الجراحة الميكروسكوبية في تحسين عملية استئصال الورم بالكامل للوصول إلى الحواف السليمة من الأغشية، كما لها دور كبير في عملية التصليح للأنسجة المخاطية، إضافة إلى الجزء المفقود من الفك، وفي هذه العملية يتم أخذ الرقعة العظمية من الساق أو من الحوض ومعه الجلد المغطي لها والشرايين والأوردة المغذية لها التي يتم توصيلها بشرايين وأوردة الرقبة، ويستخدم الجلد في تصليح الأغشية المخاطية داخل الفم، وتستخدم العظام في تصليح الفك بإعادة تشكيلها في صورة فك طبيعي وتعتبر هذه رقعة حيوية، وبعد مرور عام على عملية التصليح بتغيير الجلد المنقول ليصبح أغشية مخاطية وتصعب التفرقة بينه وبين الأغشية الطبيعية، كما يعود الإحساس إلى هذا الجزء.   



للتواصل معنا :

الموقع الخاص : www.yasserelsheikh.com

 الفيس بوك : https://www.facebook.com/DrYasserElsheikhClinic

 تويتر : https://twitter.com/drelsheikh2

 المدونة  : http://yasserelsheikh.blogspot.com/

إتصل بنا على : 201112014033+

العنوان : 44 شارع سعد زغلول - محطة الرمل - الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق