الأربعاء، 30 يوليو 2014

اضطرابات المفصل الفكي الصدغي وكيفية التعامل معها

   اضطرابات المفصل الفكي الصدغي وكيفية التعامل معها

 

المفصل الفكي الصدغي هو المفصل الموجود على جانبي الرأس على مسافة سنتيمتر واحد تقريبا أمام الأذنين وهو المسؤول عن حركة الفك السفلي لفتح وإغلاق الفم بالإضافة إلى حركاته البسيطة إلى الأمام والخلف وإلى الجانبين عند المضغ أو الكلام أو التثاؤب ....

المفصل الفكي الصدغي هو المفصل الوحيد الموجود في منطقة الرأس وهو أشبه ما يكون بكرة تتحرك بحرية داخل تجويف يناسبها في الحجم ( الكرة هي الجزء الممتد من الفك السفلي أما التجويف فهو الجزء الموجود في جمجمة الرأس ) أي أن هذا المفصل يربط الفك السفلي بجمجمة الرأس ، ويفصل بين الجزأين نسيج غضروفي رقيق يقلل من احتكاك العظم ببعضه البعض ويؤمن حركة سلسة ومريحة للفك .

كما يحتوي المفصل الفكي على أربطة وأوتار وعلى مجموعة من العضلات التي تتحكم بحركته في جميع الاتجاهات ، والتي غالبا ما تكون السبب في اضطرابات المفصل الفكي الصدغي.
                  

 فما هي إذن اضطرابات المفصل الفكي الصدغي ؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة لها ؟
مثله مثل أي مفصل في جسم الإنسان يمكن أن يصاب المفصل الفكي الصدغي بأمراض والتهابات واضطرابات مختلفة تسبب آلاما بدرجات متفاوتة ، هذه الآلام قد تحد من القدرة على فتح وإغلاق الفم والقدرة على الكلام والمضغ والبلع كما قد تحد من تعبيرات الوجه .
وهذه الآلام يمكن أن تصيب مفصلا واحدا أو الاثنين معا "،وتشتد في الغالب صباحا عند الاستيقاظ من النوم . ويمكن لهذه الاضطرابات أن تصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية إلا أن نسبة ظهورها عند النساء أكبر منها عند الرجال كما أن حدتها تزداد عند النساء عنها عند الرجال ، وتتركز في الفئة العمرية مابين 25-45 سنة أي في مرحلة الإنجاب ، ويعزى ذلك إلى وجود دور للهرمونات الأنثوية في هذه الاضطرابات إضافة إلى الاختلاف في الاستجابة للمؤثرات العاطفية والنفسية بين الرجال و النساء .

ما أسباب اضطرابات المفصل الفكي الصدغي ؟
مازالت هذه الاضطرابات غير مفهومة بشكل واضح وغير معروفة الأسباب حتى يومنا هذا ،مما يجعل علاجها صعبا أو غير مجد في بعض الأحيان .
وربما يكون المسبب الرئيسي في معظم حالات هذه الاضطرابات هو ممارسة المريض لعادة الكز أو الصرير على الأسنان والتي تكون غالبا ممارسة لا إرادية يقوم بها المريض دون وعي أو إدراك .
ومن العوامل الأخرى المسببة لمثل هذه الاضطرابات وجود سوء إطباق بين الأسنان العلوية والسفلية وهذا قد يكون ناتجا عن سوء اصطفاف الأسنان أو عن علاجات سنية رديئة  تؤدي إلى تغيير في إطباق الأسنان العلوية والسفلية .
كما أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في ظهور هذه الاضطرابات ومنها :
1- أمراض جهاز المناعة
2- إصابات أو كدمات لمنطقة المفصل إثر حادث أو شجار ما
3- التهاب المفاصل Arthritis
4- التوتر والقلق والعصبية
5- عوامل جينية وراثية
6- عوامل هرمونية

 ماهي أعراض اضطرابات المفصل الفكي الصدغي ؟

1)   ألم في المفصل عند المضغ أو الكلام أو التثاؤب وقد يمتد الألم ليصل إلى الرقبة والأكتاف .
2)   صعوبة في فتح وإغلاق الفم وصعوبة في مضغ الطعام والبلع .
3)   شد عضلي وتصلب في منطقة المفصل .
4)   صداع مستمر قد يوقظ المريض من النوم.
5)   سماع طقطقات أو أصوات عند فتح الفم وإغلاقه.
6)   تحديد لحركة الفك السفلي وهذا قد يزداد حدة لدرجة أن لا يستطيع المريض أن يفتح فمه لأكثر من بضع مليمترات وهذا غالبا ما يكون نتيجة تشنج في عضلات المضغ.
7)   ألم في الأذن أو طنين دون وجود التهاب فيها.
8)   تحسس الأسنان دون وجود تسوس أو التهاب فيها.
9)   قد يكون هناك ميل لانحراف الفك عن مساره المستقيم عند فتح الفم باتساع.
                          
كيفية التعامل مع اضطرابات المفصل الفكي الصدغي؟
هناك العديد من الأساليب العلاجية لهذه الاضطرابات وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها بالفعل اضطرابات غير مفهومة وغير واضحة الأسباب مما أدى إلى تعدد أساليب علاجها أي أنه يمكن اتباع أكثر من أسلوب للعلاج دون جدوى.
ومن الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تخفف من ألم المفصل الصدغي وتساعد على التشافي منه نذكر مايلي :
1-  الابتعاد عن تناول الغذاء الصلب والاعتماد قدر الإمكان على الغذاء اللين لإعطاء الفك راحة من قوى الضغط والمضغ .
2- الابتعاد عن الحركات العنيفة للفك كالصراخ والغناء ومضغ العلكة.
3- وضع كمادات ثلج ( تخفف الالتهاب وتسكن الألم ) أو كمادات ماء ساخن (تلين المفصل وتخفف الألم )
4- القيام ببعض التمارين البسيطة للفك عن طريق فتح وإغلاق الفم عدة مرات لمسافة بسيطة (قدر الإمكان ) أو حتى يبدأ الألم ،ويكرر ذلك عدة مرات في اليوم.
5- استخدام راحة اليد كدعامة للفك عند التثاؤب لمنع تعلق الفك خارج المفصل .

6- الابتعاد عن التوتر والقلق واتباع كل ما من شأنه أن يجلب الراحة والطمأنينة لنفس المريض ، وهنا نجد أن بعض المرضى ينصحون بممارسة رياضة اليوغا التي تريح الأعصاب أو عمل مساجات لمنطقة المفصل كما ينصحون دائما بالتنفس العميق.



إذا لم تنجح هذه الإجراءات البسيطة في تخفيف الألم والتمهيد للتشافي يمكن مراجعة طبيب الأسنان الذي يقوم بدوره بفحص المفصل بدقة وفحص الأسنان من حيث الإطباق والاصطفاف ،وقد يطلب من المريض إجراء بعض الصور الإشعاعية التي توضح وضع المفصل وأجزائه ، كما يمكن أن يصف للمريض بعض المسكنات أو مهدئات(مرخيات) العضلات أو مضادات القلق والاكتئاب،  وقد يقوم طبيب الأسنان بعمل واقي ليلي متحرك يستعمله المريض عند النوم والذي من شأنه أن يمنع إطباق الأسنان العلوية والسفلية إطباقا كاملا وبالتالي يمنع المريض من أن يكز على أسنانه لا شعوريا أثناء النوم .

                 
 أما العلاجات الجراحية فيجب تجنبها قدر الإمكان وتبقى فقط خيارا أخيرا وللحالات الصعبة فعلا والتي تكون قد عجزت كل الطرق العلاجية السابقة في علاجها أو التخفيف من آلامها ، وذلك لأن العلاجات الجراحية لمفصل الفك ما زالت غير مضمونة النتائج ولأنها إجراءات غير عكسية أي أن الوضع الذي يمكن الحصول عليه بعد إجراء الجراحة لا يمكن قلبه والعودة إلى الوضع السابق .

وأخيرا علينا أن نتذكر دائما أن اضطراب المفصل الفكي الصدغي يكون في غالب الأحيان حادثا عرضيا أي أنها آلام تأخذ فترة من الوقت ثم تزول وتختفي من تلقاء ذاتها ، لذا يجب ألا تشكل مصدر قلق للمريض لأنها قد لا تحتاج إلى علاج أصلا وإنما تحتاج إلى شيء من التحمل والصبر.     

 للتواصل معنا :

الموقع الخاص : www.yasserelsheikh.com


 الفيس بوك : www.facebook.com/dryasserelsheikh

 تويتر : https://twitter.com/drelsheikh2

 المدونة  : http://yasserelsheikh.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق