الأربعاء، 2 يوليو 2014

عمليات التجميل.. ليست للنساء فقط !

عمليات التجميل.. ليست للنساء فقط !

كان وجود رجل في عيادة لجراحة التجميل أمرا نادر الحدوث منذ سنوات قليلة، وكانت النساء الباحثات عن الجمال الدائم هن الغالبية العظمى من زبائن هذه العيادات، الآن تغير الموضوع رأسا على عقب فتجد في صالة الانتظار خليطا من الجنسين، وإن كانت بعض العيادات تحدد يوما للرجال الراغبين في عدم الإحراج.


فلم تعد عيادات جراحة التجميل حكرا على النساء، بل أصبحت تزدحم بالرجال أيضا، والعدد يتزايد يوما بعد يوم، وقد يعتقد البعض أن هذه العمليات تجذب كبار السن أكثر، لكن المفاجأة أن الغالبية العظمى من الذين يجرون عمليات التجميل من الشباب. فما الأسباب التي تدفع بالشباب إلى عيادات جراحة التجميل؟ وما العمليات الجراحية الأكثر رواجا بين الرجال؟ وهل يحتاج الرجل الى تدخل جراحي لكي يبدو اجمل.. التحقيق التالي يسلط الضوء حول هذه الظاهرة...



ضريبة تداخل الحضارات :



رأى إحدى دكاترة علم الإجتماع : إن عمليات التجميل التي يقوم بها العديد من الشباب ما هي إلا نزعات تقليد مؤقت وهو ضريبة تداخل الحضارات والعولمة التي أصبحت تلاحقنا في جميع مجالات الحياة المختلفة، وهي تدخل من ضمن الحريات الشخصية وتعد جزءا من منظومة الحياة التي يجب أن نتأقلم معها، واعتقد أن من يقوم بها لا يراها مزعجة وليست خطرا على الثقافة المحلية والتقاليد والعادات التي يتصف بها المجتمع، حيث ‘إن من يقوم بها ما هم إلا من يعمل في المجال الفني والتمثيلي حتى يظهروا بشكل جميل ورائع وبالتالي ينعكس ذلك بتقليد بعض الأفراد لهم .



ويضيف: المشكلة تكمن في أن هذه المواد وهذه المراكز متاحة في الظاهر ولها ترويج وتسويق قوي الأمر الذي يؤثر على الأفراد في توزيع أموالهم في مثل هذه الحاجات، فهي ظاهرة مرتبطة بالحريات والتمدن وهي ضريبة التقدم وتداخل الحضارات مع بعضها، ونشير هنا إلى أن الوازع الديني له دور فعال في الابتعاد عن مثل هذه الأمور فيجب الإيمان والتأكيد على أن الانسان خلقه الله تعالى في أحسن صورة، ويجب الانتباه أيضا ألا يتطور ذلك حتى يصل للتشبه بالنساء وهناك أحاديث توضح الحكم وطريق من يتبعون هذا السلوك، وعلى المجتمع أن يقوم بدوره في مسألة التوعية والتثقيف وعلى الجهات التربوية والتعليمية والتثقيفية أن تطرح مثل هذه المسائل وتوعي المجتمع بمخاطرها وما تسببه من آثار ونتائج .



وهناك نوعان من الضوابط الاجتماعية وهي الرسمية والمقصود بها القوانين، وغير الرسمية والمقصود بها الضوابط الذاتية فالشخص من باب أولى يجب أن يتحلى بالضوابط الذاتية، وهناك خطأ وصواب وعلى الشخص أن يختار الطريق المناسب له ولمجتمعه، وللأسرة دور بارز في تغير فكر ابنائه وفي التأثير عليه إذا كانت الأسرة متناولة الموضوع بكل فكر وموضوعية وبحكمة على أمل أن تحدث توازنا وتغيرا في ما أحدثه التأثير الاجتماعي على ابناء وأفراد الأسرة ولكن إذا كانت هناك مشكلات عائلية فإنه سوف تتدفق منها انحرافات اجتماعية كثيرة فالأسرة نواة المجتمع وهي التي تمثل شخصية المجتمع.



الحدود المعقوله :
رأى إحدى الشباب : نعم اعتقد انها في حالات بعض الرجال تعد حاجة ملحة اذا كان هناك عيب بارز في شكل الرجل وفي بعض الاحيان تعد ضرورية اذا تعرض الرجل الى عارض قد يسبب له تشوها في شكله الطبيعي.



ويضيف: انا شخصياً لا أرى سبباً يمنع الرجل من القيام بعمل جراحي يضفي مسحة من الوسامة على شكله في عصر وزمان صار فيه الرجل والمرأة ينفقان الكثير من المال على مساحيق التجميل والملابس والعطور الغالية وعمليات التجميل لا تختلف كثيراً عن هذه الامور التكميلية، الا بصعوبة تحملها وتكاليفها، ولكن كل هذا في حدود المعقول وفي حدود الشرع وحسب الحاجة الملحة التي يحتاجها الشخص لهذه النوعية من العمليات.



عوامل نفسية :



رأى إحدى دكاترة علم النفس : بدأت عمليات التجميل مع المرأة لأنها أحد العوامل المهمة لأنوثتها والحفاظ على شكلها ومظهرها، وأصبحت في الحقيقة بعد ذلك عدوى لبعض الرجال وهناك عوامل نفسية تدخل في هذا الموضوع؛ كعيب ظاهر لدى الرجل وقد يمثل هذا العيب عبءا ثقيلا على صاحب الأمر وبالتالي يجد أن عمليات التجميل هي الحل المناسب له للتخلص من هذا العيب، ولكن من الناحية الشكلية فليس لها أهمية لأنها تعد تغيير للخلقة التي خلقه الله عليها وفي هذه أمور شرعية كثيرة.



وهناك مصادر عديدة تجعل من الفرد يبحث عن ما هو جديد وتلبي رغباته في مجال التجميل، فهناك مصادر ثقافية كالجرائد والمجلات والإعلانات والتلفزيون وغيرها، تنشر العجب والأشكال الجميلة التي تغري كل من يهوى هذا المجال، وكذلك توجد مصادر من أفراد المجتمع حيث يحاول تقليد الفنانين والممثلين وغيرهم ممن يدخلون في هذا المجال، وعلى العائلة أن تبني داخل الفرد الثقة بالنفس وأن تغرس في الشاب الثقة في أن المهم لدى الشاب ثقافته ورجولته وشخصيته وعلمه والعمل الذي يمارسه لا أن يهتم بشكله الخارجي أكثر من باطنه، وعلى الأسرة أن تقوم بالتوعية والتثقيف وعلى جهات الاختصاص عمل ذلك أيضا، فالدين لا يشجع على ممارسة هذه الأمور ويدعو الشاب لعدم التشبه بالنساء لأن له خصلة تميزه عن النساء فلا يغير خلقة الله، واعتقد بأن من يمارس عمليات التجميل ليس مصابا بانفصام شخصية أو اضطراب خلقي أو عقلي، ولكن يطمح إلى أن يكون في قمة الجمال فالمظهر الحسن هو الأمر الذي يرغبه في ممارسة عمليات التجميل، وعلى المرأة ألا تنظر للشخص لجماله وحسن مظهره وإنما لأفعالة وأقواله الشهمة وأخلاقياته العالية ؛لأن اشتراط بعض النساء لجمال الرجل قد يكون من مسببات لجوء الشباب لهذه العمليات التجميلية.



أسباب انتشارها :



رأى احد الأشخاص العامة : اعتقد أن من أكثر الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب إلى الذهاب إلى عيادات التجميل الأمل في الحصول على وظيفة مرموقة؛ وذلك لأن معظم الوظائف تطلب شخصية حسنة المظهر وبالتالي ينتقص البعض من شكله الخارجي، وقد يكون لدى أحدهم عيب في أحد أعضاء جسمه فيريد تغييره بعملية تجميل من أجل الوظيفة، ولا نستطيع أن ننسى أن الشباب يحرصون على متابعة أخبار المشاهير العرب والعالميين من الفنانين والمطربين عبر الفضائيات العربية والأجنبية، ويتأثرون بهم. وليس سرا أن بعض هؤلاء المشاهير يظهرون بين فترة وأخرى بشكل جديد جذاب اكتسبوه عن طريق جراحة تجميل، فيريد الشباب تقليدهم.



ويضيف : ومن الأسباب التي تدفع الشباب إلى إجراء جراحة تجميل أيضا هي كثرة متابعة هؤلاء الشباب للانترنت والفضائيات حيث يتابعون باستمرار آخر التطورات في مجال جراحة التجميل، ويعرفون أحدث الجراحات والأجهزة، وبالتالي يتخذون قرار إجراء جراحة التجميل مزودا بكم هائل من المعلومات التي تشجعهم على إجراء تلك النوعيات المختلفة من عمليات التجميل، عكس كبار السن الذين يتخوفون من إجراء أي عملية نتيجة عدم متابعتهم للتطور الهائل الذي وصلت إليه جراحة التجميل.



أكثر العمليات رواجا الشفط والأنف  :



ولعل أكثر عمليات التجميل رواجا بين الرجال هي عمليات شفط الدهون خصوصا من منطقة البطن، وعمليات تجميل الأنف التي تجرى بشكل شائع سواء تلك التي تقوم بتصغير الأنف أو تكبيره أو رفعه، ثم عمليات شد البطن. وبعدها تأتي المواد المكملة مثل الحقن بالبوتكس والحشوات التي تحقن في الوجنات ومعالجة الخطوط ما بين الأنف والفم، ثم السنفرة الجراحية للقضاء على حب الشباب، وأخيرا تأتي عمليات زراعة الشعر. وعمليات التجميل هذه تجرى في الدول العربية، لكن بعض الرجال يفضل إجراءها في الخارج، ليس بدافع السرية فهي متوافرة هنا أيضا، ولكن لأن البعض يجري العملية ذاتها في الخارج بسعر أقل.



لماذا الشباب الأكثر :



لا شك في أن المتابع لظاهرة إجراء الرجال لعمليات التجميل سيلاحظ أن أغلب من يقدم على هذه العمليات من الشباب، فلماذا هذه الفئة أكثر من يقومون بها؟ فبعيدا عن الافتراضية المرضية للموضوع أن الأمر مجرد موضة انتشرت بين هؤلاء الشباب، وساعدت على رواجها عدة أسباب: أولها الوفرة المادية التي يعيشها بعض هؤلاء الشباب حيث يستطيعون دفع تكلفة مثل هذه العمليات بسهولة، وربما يقدمون عليها كنوع من التجريب والتجديد، وأنه حتى الأشخاص ذوي الدخل المحدود ربما تكون لديهم الرغبة في إجراء عمليات التجميل أملا في وظيفة قد تتطلب مظهرا ما توفره هذه العمليات. والسبب الثاني هو تقدم عمليات التجميل في العالم الذي نحن ليس بمعزل عنه، لكن لا يجب التعامل مع الموضوع كظاهرة مرضية، فكل ما في الأمر أن البعض ممن يمتلك الإمكانات المادية ولديه هاجس الوسامة والشباب الدائم يقدم على مثل هذه العمليات.



للتواصل معنا :

الموقع الخاص : www.yasserelsheikh.com


 الفيس بوك : www.facebook.com/dryasserelsheikh

 تويتر : https://twitter.com/drelsheikh2

 المدونة  : http://yasserelsheikh.blogspot.com/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق